اكتشاف بقايا اثرية لطاحونة مائية في ظفار خبان عاصمة الدولة الحميرية



اكتشاف اثار اقدم طاحونة مائية في جنوب الجزيرة العربية وتحديدا في ظفار خبان عاصمة الدولة الحميرية :

يذكر الباحث انور الحاير : اقدم طاحونة مائية في الجزيرة العربية قبل الاسلام،والتي تقع بقايا اطلالها في ظفار خبان (السدة حاليا محافظة إب) ، ووتحديدا في قرية حفزان (عرش الحاير) ، وهي عبارة عن طاحونة مائية كانت تعتمد على قوة دفع الماء في تحريك العجلة الخشبية التي بدورانها كانت تحرك الطاحون الحجري ، الواقع على ضفاف مجرى الماء(سيل حفزان )وعلى بعد حوالي 8 امتار من العجلة الخشبية والتي كانت تربط فيما بينهما ادوات خشبية من ابداعات الحميريين،وللطاحونة بقايا اثرية تتمثل في بقايا الاحجار المثقوبة في الوسط وهي دائرية الشكل بعرض(2*2 متر تقريبا) وبسمك حوالي 25سم (الحاير – انور محمد يحيى،مذكرات طالب اثار،مركز حمادي للنشر 2014م، ص181).
يذكر الهمداني في كتاب صفة جزيرة العرب : والاودية التي بها مطاحن الماء فهي في رعين وشداد وبنا(وادي بنأ) . وذلك في سياق حديثه عن مخلاف رعين: وانه يضم بنأ وشراد والحيار . والهمداني لم يزورها حتى يعرف مكانها بالضبط وانما اشار الى ما كان موجود من تقنبات صناعية في ظفار خبان والمتمثلة في (طاحونة مائية).ومن ثم جاء اكتشاف تلك البقايا الاثرية من الباحث : انور الحاير وذلك عام 2005م، في سياق رحلات اثرية قام فيها في ارض ظفار خبان عاصمة الدلولة الحميرية.
الطاحونة المائيةWatermill :- كان هناك نوعان من هذه الطواحين. ولا يزال النوع الأول قيد التشغيل حتى يومنا هذا في كل من إسكندنافيا والبلقان وبلدان الشرق الأدنى. وفيها يتم تركيب العجلة المائية أفقياً في أسفل الطاحونة بحيث يدور الطرف السفلي لمحورها الرأسي المصنوع من الحديد، داخل محمل من الحجارة الثقيلة (الصخرية منها). ويمر الطرف العلوي للمحور عبر فتحة في حجر الرحى السفلي ويتصل مباشرة بحجر الرحى العلوي، وبذلك تحتاج إلى مسننات لنقل الحركة. وتكون سرعة دوران حجر الرحى مماثلة لسرعة دوران العجلة المائية، وتدار الأخيرة بفعل الماء الهابط من علوّ من مجرى مياه جارية باستمرار. ويعود تاريخ  استخدام الطاحونة المائية في ظفار خبان حسب تقديرات الباحث - انور الحاير-الافتراضية  في القرن الأول قبل الميلاد تقريبا.
الاساطير المتعلقة في الطاحونة:
يطلق عليها اهالي القرية (حفزان) مطحن الملك اسعد الكامل،والذي قام برميها وقذفها من اعلا قمة جبل (جيلان )والواقع جنوب القصر الملكي (ريدان ،هرجب) وعلى بعد (5كم تقربا ) ،وانه حملها في سبابة وذلك بوضعها على الرغم من حجمها الكبير الا انه ادخل السبابة في ثقب المطحن الحجري في الوسط ،ومن ثم اخذ يلفها في يدها وتحديدا في سبابة ومن ثم رماها وقذفها من اعلا الجبل حتى اسفله والى حيث لاتزال في نفس المكان على طرفي مجرى السيل الشرقي ، وتحديا في وسط المجرى المائي ،والذي نتج عن ذلك بأن تدمرت قناة الري من شدة الضربة التي فجرتها ، ايضا ويزعمون بان الفتحة الدائرية التي تتوسط المطحن هي مكان اصبع الملك اسعد. كل هذا يعتبر شي مبالغ في قوة الملك الحميري اسعد الكامل حيث بداوء ينسجون عليه الاساطير هنا وهناك ، فحجر المطحن السابق ذكرها هي في الاصل مطحن تم صقلها وثقبها وتبدو قديمة ،ولكن ما يهمنا من تلك الاسطورة هو وجود ذلك الاثر فعليا وحتى الان ،وانما جائت تلك التفسيرات الاسطورية من الاهالي وكما تداولها من ابائهم كما نقلت منهم وفسروها ذلك الوقت حسب رؤيتهم والتي تتناسب مع مستوى الفكر ذلك الوقت،من ناحية اخرى لايزال اهالي المنطقة يداولون تاريخ الملك اسعد الكامل وانه استصلح الاراضي الزراعية وعبد طرق القوافل وقام بتشييد اكثر من ثمانون سدا(منشئات مائية ) لها بقية حتى الان (الحاير – انور محمد يحيى،مذكرات طالب اثار،غيرمنشور، 2014م، ص181).

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لاول مرة : ادلة اثرية نعتقد بانها ترتبط بخليل الله ابراهيم عليه السلام في الجزيرة العربية....

قرية (دار سعيد) في ظفار خبان (قديما) مديرية السدة محافظة إب (حاليا).

جديد..الشّاقوصُ صندوق البريد في اليمن القديم: