للباحثين في المستقبل .....يسعدني تهنئتكم مقدما على الاكتشافات الكبيرة والعظيمة..
اذا قبلنا أن بداية مملكة سبأ منذ عام 800 ق.م، وسلمنا بذلك
الاعتقاد السائد، وعلى انه بداية التدوين
والتوثيق والتسجيل لكل الاعمال الرسمية للدولة في اليمن القديم، فان لنا الاعتقاد
بعدد النقوش التي سجلت بخط المسند لكل تلك
الاعمال الرسمية، اكان ذلك بمعدل نقش واحد كل أسبوع ،او اكثر من ذلك وهنا يأتي السؤال:
اين تلك النقوش من 800 ق.م – 600م ولماذا لم تكتشف بعد؟
بداية دعونا نرغم انفسنا بالتاريخ السابق، وان مملكة سبأ
كانت تدون بخط المسند كافة تلك الاعمال الرسمية للدولة ( السياسية، الدينية،
الزراعية، الاقتصادية ..الخ ) .. في نقش واحد فقط كل سبعة ايام – كل اسبوع - ، فكم
نتوقع عدد اجمالي النقوش المدونة من عام ( 800 ق.م-600 م ) = 84,000 الف نقش خلال
1400 عام تقريبا، والمعروف أن المكتشف حتى الان بحدود ( 12,000) نقش تقريبا لكل ممالك
اليمن القديم، لا شك أي شخص سوف يجيب انها – النقوش- ما زالت تحت الارض او على سطح
الارض، وسوف يصل اجمالي عدد النقوش المتبقية بحدود (72000 الف نقش تقريبا) وانها لم
تكتشف بعد. وقد يجيب شخص اخر بان التاريخ السابق غير صحيح وغير منطقي بان مملكة
عظيمة مثل سبأ كانت تدون كافة شؤنها الرسمية في نقش واحد ( مره واحده ) كل الاسبوع
وان العدد اكبر بكثير مما سبق.
طيب... تعالوا نطرح ونضع خيار اخر وبنفس التاريخ والزمن الخاص
بمملكة سبأ، وانها ربما كانت توثق وتسجل كافة امورها الرسمية من اعمال ( سياسية،
دينية، اقتصادية، زراعية، اجتماعية ..الخ)، وليس كما سبق في كل اسبوع نقش واحد
فقط، بل بعدد اكثر وبواقع ( 4 نقوش في اليوم )، لا شك سوف يكون لدينا اكثر من (
2,016,000 نقش ) تقريبا خلال فترة 1400 عام، المكتشف منها ( 12000 نقش تقريبا )، وتكون
لدينا نفس المشكلة، التي تتمثل بالنقوش المتبقية والغير مكتشفه حتى الان بواقع (
2,004,000 نقش تقريبا ) سوف يجيب شخص ثالث بانه بالتاكيد ما زالت مدفونة تحت الارض
او على سطح الارض ولم تكتشف بعد، بالطبع اجابة صحيحة، وقد يعتقد شخص ( رابع ) أن اربعة
نقوش بخط المسند كل يوم قليلة مقارنة مع الجهات الحكومية الرسمية في اليمن القديم
مثل ( السياسية، الدينية، الاقتصادية، وغير ذلك )، خلافا لنقوش التكفير عن الذنوب
التي نعتقد انها كانت تقدم من الفرد الواحد للمعبد على انفراد دون وقت او موعد
محدد.
كلام جميل جدا ترك لنا خيار الاعتقاد بان عدد النقوش اكثر
وربما تصل ما بين ( 5-10 ) من النقوش التي سجلت فيها الشؤون الرسمية للدولة، فكم
يكون المتوقع عدد النقوش المدونة لفترة
1400 عام تقريبا؟ فاذا كان الامر محصور بمملكة سبأ وحسب فان المتوقع اجمالا (5,040,000
نقش تقريبا)، بغض النظر عن حجم النقش او محتواه..
من ناحية اخرى نقوش الزبور ( الخشبية ) الذي يعتقد انها
لا تتعلق بالأمور الرسمية للدولة، وانها خاصة بجوانب اجتماعية خاصة ، فكم نتوقع
ترك منها القدماء من مراسلات ووثائق خاصة بإفراد المجتمع اليمني فيما بينهم (
مليون ، 2 مليون، 3 مليون ) مع العلم أن المكتشف حتى الان بحدود ( 4000-5000 نقش
تقريبا ).
من جانب اخر كم المتوقع كتابته من نقوش رسمية لكل مملكة
في اليمن القديم -( سبأ، أوسان، معين، حضرموت، قتبان، حمير ) –وهي نقوش ايضا تتعلق بالجوانب الرسمية لنظام الحكم
والدولة ؟ هل نتوقع بان كل مملكة كانت تدون كافة تلك الاعمال الرسمية في كل يوم
على نقش واحد فقط، ام انها بمعدل اجمالي يصل ما بين ( 20-50 نقش ) كل شهر... !!
لذلك ولما سبق اعتقد شخصيا أن تاريخ مملكة سبأ من 800 قبل
الميلاد حتى 600 ميلادي والذي يكون بحدود ( 1400 عام تقريبا)، ليس بالتاريخ الدقيق وعلى الارجح من ( 3200 ق.م –
600م ) أي ما يقارب (3800 عام تقريبا)
اعتمادا على نتائج الدراسات العلمية الخاصة بالعصر البرونزي اهمها تلك التي قام
بها المرحوم ( دي يمقرية-رئيس البعثة الايطالية ) اضافة الى نتائج الدراسات
المتعلقة بذلك العصر والتي قامت بها ايضا البعثات
الأخرى ( الأمريكية، ألفرنسية، الالمانية ).
الخلاصة أن الارض اليمنية ارشيف كبير لم يكتشف بعد، ونتوقع بان الاجيال القادمة ( في المستقبل ) سوف يكون لهم ذلك الاكتشاف العظيم، وسوف تتوفر لهم كافة الامكانيات المالية والمادية وكافة الوسائل العلمية الحديثة التي لم ولن نتوصل اليها حاليا او قريبا، فكم يسعدني تهنئتهم مقدما على تلك الاكتشاف الكبيرة والعظيم والتي سوف تأخذ صداها عالميا.
المرفق: نماذج لاحدث النقوش المكتشفة قيد الدراسة..
تعليقات
إرسال تعليق