أطروحة دكتوراه، للباحث: انور محمد يحيى الحائر 2020.
ملخص البحث :
يعتبر النظام المالي انعكاسا صادقا لكل من النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي في المجتمع ، والنظام المالي في اليمن القديم له من الخصائص والصفات العامة ما تميزه بها عن غيره من النظم المالية الأخرى، إذ أنه يعكس تأثير التعاليم الدينية على جميع المعاملات فيه ويوضح آثار انعكاس تلك التعاليم عليه الأمر الذي يوفر السبب الحقيقي في حدوث ذلك التقدم السريع والتطور الحاصل في اليمن القديم منذ العصر السبئي المبكر، مما يؤكد على أن أدوات النظام المالي القديم قد حققت جميع أهدافها وأدت كل وظائفها على أكمل وجه في كل من الإيرادات العامة والنفقات العامة للدولة.
هذه الدراسة تتناول الموارد المالية في اليمن القديم، وهو موضوع جديد، حاول من خلاله الباحث التوصل إلى المالية العامة (Public Finance ) القديمة، ضمن الحياة الاقتصادية، ودورها في نشوء الدولة في جنوب شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام.
وحاولت الدراسة تتبع تلك الموارد المالية، ومسمياتها ومصادرها ( الزراعية، والحيواني، والتجارية )، التي كانت تفرض عليها تلك الاستحقاقات المالية للدولة ممثلة بالمعبد، وذلك من خلال النقوش المكتشفة حتى اليوم، والتعرف على دور السلطة الدينية في تلك الموارد، ومعرفة الجهة المسئولة عن جمعها، وكيفية إنفاقها على المشاريع العامة، مثل المعابد والسدود وأسوار المدن وتعبيد الطرق وإنشاء الموانئ ..الخ،
- تبين لنا من خلال النقوش والشواهد الأثرية أن هناك مشاريع عملاقة تمت في مجال البناء والتشييد كالسدود والمعابد وتسوير المدن، ومشاريع أخرى زراعية وتجارية، تطلب إنجازها أموال باهضه من خزينة الدولة ممثلة بالمعبد، ومع إن تلك النقوش لم تتضمن معلومات تفصيلية عن تلك الموارد المالية في اليمن القديم، إلا أن الباحث حاول مقارنتها مع الموارد المالية في حضارات بلاد الرافدين ووادي النيل وبلاد الشام، من حيث المسميات والمقادير -( القيمة المفروضة )- والتشريعات المنظمة لتلك الموارد.
- مع أن المشاريع العملاقة التي مولتها الموارد المالية في اليمن القديم كونت بمجموعها حضارة مزدهرة، إلا إن تلك الموارد لم تنال اهتمام الباحثين ودراستها دراسة خاصة، وعدم وجود أي دراسة سابقة تناولت الموضوع، دفع الباحث إلى اختيار هذا الموضوع لرسالة الدكتوراه، للتعرف على تلك الموارد المالية من شتى النواحي الاقتصادية اعتمادا على النقوش والآثار كمادة محسوسة ومصدر للمعلومات التي توفرت للباحث واستطاع الحصول عليها.
- تشرح هذه الدراسة وتؤكد الدور المهم الذي لعبته الموارد المالية في تشكيل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع اليمني القديم.
وتهدف هذه الدراسة إلى التعرف على هذا الموارد المالية في اليمن القديم ( سبأ، معين، حضرموت، قتبان ) ، منذ اقدم النقوش ( المسند، الزبور ) وحتى القرن السادس الميلادي ، من حيث مسمياتها ، وأنواعها ( نقدية، عينية )، والموظفين العاملين عليها، ومقدار أثمانها، والتشريعات المتعلقة فيها، وموعد تقديمها، والفئات الاجتماعية المفروضة عليهم، وأماكن إيداعها وتقديمها، وطبيعة إنفاقها في مواجهة مصاريف الدولة العامة، وعقوبات التخاذل أو الامتناع عن تقديمها، والمفروضة دينيا منها، والتي ما تزال حتى العهد الإسلامي.
وكان لهذا الموارد المالية أهمية خاصة في مختلف النواحي الاقتصادية والسياسية والحضارية في ممالك اليمن القديم ، منذ 1200 ق.م، وحتى 600 ميلادي، وسنتبع في هذه الدراسة المنهجين الاستقرائي والمقارن .
وتتوزع هذه الدراسة على فصول أربعة، وخاتمة ، وهي :
الفصل الأول تناول دراسة الموارد المالية في حضارات الشرق الأدنى القديم بلاد ما بين النهرين ( العراق ) والتشريعات والقوانين وسلطة المعبد، كذلك الموارد المالية في حضارة وادي النيل( زراعية، تجارية ) والموارد الأخرى، أيضا الموارد المالية في بلاد الشام ( زراعية، تجارية ) وغير ذلك، بالإضافة إلى النقود المالية في بلاد الشام.
وخصص الفصل الثاني : لدراسة السلطة الدينية والنشاط الاقتصادي في اليمن القديم، من حيث الموقع الجغرافي قديما والسلطة الدينية وعلاقتها بالموارد المالية وإنفاقها، إضافة إلى دراسة النشاط الاقتصادي ( الزراعة والري، الثروة الحيوانية، التجارة، الحرف والصناعة، من اجل التعرف على الموارد المالية في اليمن القديم.
وتناول الفصل الثالث: دراسة التشريعات والأوامر التي تفرض موارد مالية في اليمن القديم ( سبأ، معين، قتبتان، حضرموت )، بالإضافة الي العمل المالي والمسميات الوظيفية. اعتمد الباحث في تناول نقوش هذا الفصل والفصل الرابع على مدونة النقوش (dasi)، بتصرف من الباحث.
وتضمن الفصل الرابع : دراسة الموارد المالية في اليمن القديم من خلال النقوش ( سبأ، معين، قتبان، حضرموت ) العُشر والفرعُ وموارد أخرى، إضافة إلى موجز عن العملات النقدية المستخدمة ومسمياتها ذلك الوقت.
أما الخاتمة فقد تضمنت عرضا لاهم النتائج التي تم التوصل إليها، كما ذيلت الدراسة بقائمة المصادر والمراجع وملاحق تشمل قائمة النقوش المستشهد فيها بهذه الدراسة، والألفاظ الاقتصادية وفهارس المعابد، ، ثم الخرائط والأشكال واللوحات. وأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة مع التوصيات.

آثار اليمن ونقوشه ( المسند والزبور)
تعليقات
إرسال تعليق