اكتشاف معبد او قصر اثري ( صرّ ) في مدينة ظفار خبان عاصمة سبأ وذي ريدان.
انور محمد الحاير
السبت: 3-10-2020
الموقع
حاليا في قرية الموضع عزلة بني قيس مديرية الرضمة محافظة إب اليمن، أولا نتقدم
بخالص الشكر والتقدير للأخ الأستاذ: احمد القادي الذي قام بتوثيق الموقع ونشره في
احد وسائل التواصل الاجتماعي ( قناة سابر على اليوتيوب )، والذي امدنا ببعض الصور،
والشكر موصول ايضا الى كل من تعاون مع المذكور .
بداية
علينا ان نتطرق الى موقع خبان وعلى انها كانت تعرف بظفار خبان عاصمة سبأ وذي ريدان
قبل الإسلام، والواقعة في اليمن في محافظة إب وتعرف اليوم بمديرية السدة والرضمة
والقفر ويريم، وحدود ظفار خبان الجغرافية ممتدة من الناحية الشرقية حتى مخلاف صباح
في محافظة البيضاء وتحديدا حتى جبل ( هيوه خبان) . وتمتد جنوبا حتى حدود مملكة
قتبان وحاضرتها مدينة (جبل العود)، وتفصل فيما بينهنا- مدينة العود ومدينة ظفار-
جداول نهرية ( مجرى سيل الأعور وسيل البتري)، وتمتد حدود ظفار خبان من الناحية
الجنوبية الغربية الى نقبل سماره(صيهد)، ومن الناحية الشمالية تصل حدود مدينة ظفار
الى مخلاف عنس في محافظة ذمار، ويعتبر باب اسلاف الواقع شمال مدينة يريم احد
بوابات ظفار الطبيعية، وامتداد مدينة ظفار خبان من الناحية الشمالية الغربية حتى
مخلاف القفر وتحديدا الى قمم جبال (القلة) وجبال (خودان) في محافظة إب ، وبالتالي هذا هو
موقع ظفار الحقيقي وفقا لنتائج دراسة علمية، وتلك حدود ظفار خبان كمدينة بمساحتها
الجغرافية بالتحديد دون زيادة او نقصان ،وتعرف اليوم تلك الأماكن بخبان (الحاير:
انور محمد- ظفار بين الخبر والاثر، غير منشور،2016،ص 13).
ومن جانب اخر فان ظفار خبان عاصمة سبأ وذي
ريدان، كانت مسقط رأس الملوك والاقيال الحميريين منهم الأكثر شهرتا والمعروف ب
اسعد الكامل، ويعرف في النقوش المسندية ب( اب كرب اسعد)، وعند الإخباريين أسعد تبع
والذي قال في قصيدة له يعتز فيها ببلاده ( ظفار )ومسقط راسه ومسكن آبائه
وأجداده وهي طويلة قال فيها:
وريدان قصري في ظفـــــــــار ومنزلي بهـــا اس جدي دورنـــا والمنـــــاهل
على
الجنة الخضراء من ارض يحصب
ثمــــــانون سدا تقذف الماء ســـــائلا(الاكليل 8- 2004م، 52).
وفي
نفس الوقت فان ظفار خبان ايضا ارض القصور
والحصون والقلاع، أهمها بقايا أطلال القصور الملكية ( ريدان ، هرجب، شبعان، تراحب .
شوحطان. شكعان. كوكبان. تراحب. نصر( ن س3 ر) . يكرب. يرس. يحوق. ذي اشرع. ذي يكار.
كل...نم. ذي السور. ذي حريم (للمزيد انظر : الحاير: انور محمد- القصر في اليمن
القديم،2014).
الموقع
الجغرافي حالياً في مديرية الرضمة:
عزلة بني
قيس:
بني ( بنو
) قيس إحدى عزل مديرية الرضمة تقع شمال شرق مدينة الرضمة على بعد
حوالي 5 كيلومتراً تقريباً وهي قديمة، وكانت م أحد معاقل العلم المشهورة ولا سيما
في (القرن التاسع الهجري) وكان ينتشر فيها عدد من المساجد التي تحولت مع الزمن إلى
أطلال ومن بين هذه الأطلال بقايا لجدار أحد المساجد القديمة كتب على أحد جدرانه أن
تاريخ بنائه يعود إلى عام (801 هجرية) والذي يقع في قرية الحرف بني قيس كونها من
أشهر المعالم التاريخية فيها وكما يوجد فيها حزام القصر والذي يعود لاحد ملوك
حمير، وكان يسكن في هذه المصنعة بنو
العُلا الذين كان لهم شهرة في أيام الدولة الطاهرية وذلك في (( القرن التاسع
الهجري) - (الخامس عشر الميلادي )) وأصبح لهم وجاهة لدى دولة بني طاهر، وكان القسم
الشمالي من هذه المصنعة يُسمى بالعُلا ويفصله عنها سور ما يزال ظاهر للعيان، أمَّا
في السفح الغربي للمصنعة يقع صُرم بني قيس - والصُرم هي قرية صغيرة مفصولة من
المصنعة وهو آهل بالسكان - وبجوار المصنعة من الشمال الغربي تقع قرية الوشل.
الموضع :هي إحدى قرى عزلة بني
قيس بمديرية الرضمة التابعة
لمحافظة إب، بلغ تعداد سكانها 220 نسمة حسب تعداد اليمن لعام 2004. وفي
هذا الموضع اكتشف المعبد الجديد " صر "، يعود تاريخه الى ما قبل الاسلام،
ويوجد في تلك المنطقة الكثير من المواقع الاثرية منها على سبيل المثال لا الحصر،
المنشأة المائية القديمة ( سدود اثرية) والأراضي الزراعية وقنوات الري وغير ذلك، ولا شك تندرج قرية الموضع في عزلة بني قيس ضمن
مديرية الرضمة في مدينة ظفار خبان عاصمة سبأ وذي ريدان، ولعل ما اكتشف من أثار
قديمة هنالك دليل على ذلك، خاصة اكتشاف المعبد الجديد ( صر ) وماله من بقايا أثرية
( جدران معمارية ) ونقوش، وقد استخدم فيه أحجار مهندمة ( موقصة ) البعض منها بطول
متر تقريبا وارتفاع يصل الى( 50 -60 سم ) تقريبا.
معبد
" صرّ " الاثري :
موقع اثري
يعتبر بحد ذاته مجمع ديني مكون يضم كافة الملحقات المعمارية الثابت علميا في دراسة
المعابد في اليمن، واهم منشأة معمارية هنالك هو ( المسأل ) مكان العبادة والذي
عليه النقش، ولا شك ان للمعبد ملحقات كثيرة مثل معامل ومخازن وورش وحواظر حيوانية،
بالإضافة الى المقبرة والتي يطلق عليها الأهالي ( الجبانة ) ولا شك يوجد القصر
والسوق والحصن ( المحفد ) وعلى مقربة من الموقع تتربع مصنعة بني قيس وأطلالها
باقية حتى الان، وتعرف بشهرتها المنيعة كما ذكرنا سابقا.
والموقع الأثري
المكتشف بشكل عام مجهول حتى الان، ولم يعد ظاهر من اثار الموقع الا بعض الأساسات
المعمارية خاصة في موقع المعبد ( اللوحة: 1)، وهو مدفون و( مطومور) تحت التراب ولم
يسبق عمل أي دراسات او تنقيبات اثرية خاصة فيه.
ومن اهم
المكتشفات الأثرية في الموقع، كتابة بخط المسند على احد جدران المداميك المعمارية
للمعبد " صر " وهو مكونة من سطر واحد، بعدد (10 ) حروف في كل كلمة ( 4 )
حروف، و ينتهي بحروف شكل طغراء وذلك حسب الاتي:
النص بحرف المسند
![]() |
الطغراء في النقش، انظر اللوحات ادناه |

النص بالحرف العربي
(و
د ا ب / ب ي ت ن / ص ر)، (طغراء)"
( اللوحة: 2 ).
المدلولات اللغوية
والدينية للنقش:
اولًا: و د
ا ب :
أشار البعض بان الموقع قتباني مستندا بذلك الى
اسم المعبود " ود " القتباني، والذي جاء في بداية النقش المسند على
مدماك المعبد المكتشف هنالك، والمكتوب
" ود اب"، والحقيقة ان المعبود " ود " لم يكن في قتبان، وانما
في مملكة معين ( الجوف حاليا) هذا من جانب. ومن ناحية اخرى خصص المعبود ( ود )
لمملكة معين، واعتبر إله مناطق معين والإله الرئيسي للدولة هناك . كما عبد
أيضاً في مناطق مختلفة من اليمن وفي خارجها حيث كانت تقيم جاليات معينية ،
مثل تمنع وشبام سخيم وشعوب ، بالقرب من صنعاء ، وفي عمران ، وفي
ديدان شمالي الجزيرة العربية ( القحطاني:1997-82) . وقد ورد اسم "ود" في النصوص المعينية
التي عثر عليها في " ددان" وفي النصوص الثمودية إذ كان من الآلهة
المعبودة عند قوم ثمود كذلك . وقد وردت في نص قتباني جملة " بيت ود"
ومعناها معبد خصص لعبادة الإله " ود" ، ويعرف " ود " بـ" المقة"
عند السبئيين فهو إله القمر عندهم . وهو إله شعب سبأ الأكبر ، المقدم عندهم على
سائر الآلهة، ودلت النقوش اليمنية القديمة على أن من أسماء القمر
"المقه" الذي كان الإله الرسمي للسبئيين ، و "ود" الإله عند
المعينيين والأوسانيين ، و "سين" في حضرموت ، و
"عم" لدى القتبانيين ، و "سمع وتألب" إلهين إقليميين
لمنطقة سمعي السبئية ، و "ذوسماوى" إلهاً إقليمياً لمنطقة أمير(القحطاني
: محمد سعد - آلهة اليمن القديم الرئيسة ورموزها، دكتوراه غير منشورة، جامعة
صنعاء، 1997م ، ص 25) . وقد نقل المهاجرون اليمنيون القدماء عبادة الآلهة
"المقة" و "سين" إلى الحبشة في وقت مبكر من الألف الأول قبل
الميلاد ، ودلت على ذلك نقوش عثر عليها في منطقة "يحا" حيث وجدت
بقايا معابد هذه الآلهة هناك (Wissman (1964), S 35, 164). ولما سبق فان الموقع ليس قتباني اعتمادا
على الاسم ( ود ) . وبالإضافة لما سبق تناوله سوف نقدم نقوش على بعض المنازل
المتفرقة في مدينة ظفار خبان والتي مكتوب فيها ( و د ا ب )، حتى يكون لدينا شواهد
مادية ملموسة نستند عليها من حيث الدلالة الدينية والرمزية للتعويذة ( و د ا ب )
والتي توضع على جدران المباني القديمة من اجل الحماية وراعية المعبود، وهي اشبه ما
يوضع على جدران المنازل الحديثة مثل ( ما شاء الله، سبحان الله، صل على النبي)
الخ، وتعتبر " و د ا ب " من
التعويذات المنتشرة قديما في معظم المواقع الاثرية القديمة بما في ذلك مدينة ظفار
خبان وعلى سبيل المثال ( اللوحة : ،7، 8، 5،6) ، وبالتالي فان قرائة " و د ا
ب " رمزية من اجل الحماية وتاتي في
كثير من النقوش بمفهومها العام أي : ( الاستعاذة من كل مؤذي وضرر) قد يصيب المعبد
" صرّ ".
ثانيا
: ب ي ت ن :
حاول
البعض قراءة هذا اللفظ الوارد في النقش، وهي محاولة نشكرهم على ذلك، ولكن نشير هنا
بان حرف النون في اخر اللفظ " ب ي ت ن " اعتبر من البعض للتنوين، وهذا غير صحيح ، حيث
جاء في اللفظ " ب ي ت ن " للتعريف وليس للتنوين، " بيتن" اي
" البيت "، بمعنى : القصر ، المعبد (الحاير -2014، 78).
ثالثا الاسم :" ص ر ":
اسم
المعبد، وقد يقرأ (صور- صير- صار) صرم. وكتب
اسم المعبد او القصر في هذا النقش من حرفين فقط " ص ر " ، واذا كان لنا قراءة
الاسم وفقا لقواعد النقوش اليمنية القديمة، التي تفيد على ان حروف ( ي، أ ،و )
تسقط كتابة في أواسط الكلمات وتثبت نطقا، مثل " ظ ف ر " سقط حرف الألف
كتابة في الوسط ولكنه يثبت عند قراءة الاسم ( ظفار ) ، وكذلك الاسم "
غيمن" قراءتها ( غيمان ) ، ايضا " همدن " قراءتها ( همدان ) ،
وبالتالي تترك لنا قاعدة النقوش ثلاثة خيارات لاسم المعبد " ص ر " ، أي
احتمال يكون قراءة الاسم وفقا لقاعدة النقوش اليمنية القديمة ( صور، صير، صار )،
وهو مالم يقتنع فيه الباحث وقراء الاسم ( صرم ) مع احتمالية يكون (صور) وذلك
للاسباب الاتي:
من اقدم
النقش التي جاء فيها الاسم " ص ر " هو النقش الموسوم (DhM
294) وتعرض للكسور ولم يبقى منه للأسف الشديد غير بعض الحروف والكلمات
منها " صر " وما بعد الاسم وما قبله مفقود، والنص يعود للمرحلة السبئية
المبكرة، كما جاء في اللفظ ( ص ر ) في
النقش (GL 1595\6) " ص ر م " : والذي اعتبر غير
معروف المعنى في المعجم السبئي ( بيستون واخرون: مادة – ص ر م )، وجاء ايضا ً اللفظ
" ص ر ر " في النقش (R
4176\7) بمعنى : ه ص ر : اقام، وقف ( في موضوع عبادة ) وهذا قريب للفظ
" ص ر " في نقشنا الجديد الخاص بالمعبد في الرضمة لما له من مدلولات
دينية( موضع عبادة )، ولكن الاعتقاد بخطاء الكاتب ضعيف وقد يكون غير ذلك. كما جاء
اللفظ " ص ر و " في النقش (YMN 13\3) بمعنى : قطع ، قلع (
صخراً )،وهنا ايضا ربما له علاقة باللفظ
" صر " من حيث التكوين الجيولوجي لمنطقة الموضع وما حولها من مقاطع
الاحجار والمشهور بالحجر الاخظر من الرضمة، وما زال بعض الاهالي في تلك المناطق
يصدرون الاحجار الى العديد من المدن اليمنية خاصة مدينة صنعاء، نظرا لجودتها
ولونها المايل للورد الاخظر ولهم من مقالع الاحجار الجبلية استمرارية في ذلك. كما
جاء اللفظ " ص ر ي ، ي ص ر ي ، ي ص ر ي ن " في النقوش (R 4009\4; J
577\9) أي : حمى، حفظ ( احداً )، أعطى ( الإله ) قرار، ( وحي موافقا )، " ذصريهو" أي : حام مجير جاراً. كذلك اللفظ " ص ر ي " في النقش (R
3992\5; N75\5) بمعنى : حماية، إعلان ( وحي ) موافق. كذلك "ص و ر " :
جاء في النقش (Gl 1369\2 ) أي : فصل، ابان، وجاء " هـ ص ر "
في النقش (R 4176\6) أي : قص ( الحاج شعره ) ، أزال ( الحاج )
الأذر ( من شعره او رأسه ).
وبالاضافة
لما سبق تناوله ربما نكون امام افترض اخر نعتقد من خلاله على ان الحرف الساقط في
اللفظ " ص ر " وتحديدا في الوسط
(ي) والذي يجب ان نقوم باثباته نطقا، فانه يكون امامنا ( ص ي ر ) وهذا الاسم بجذره
الثلاثي معروف في نقوش المسند وياتي
" ص ي ر/ اذهبهو " كما
في النقش (R 3945\7) : بمعنى
: استصلح للفلاحة، عمر للزراعة، واذا كان البعض ممن جزموا ان الموقع قتباني ولم
يستندوا على اقل تقدير للنقش (RES 3521) والذي
جاء فيه ( ../ياذن/عم/ ذصرم/.."، وكان الاولى لهم الاستناد عليه بدلا من
الاعتماد على الاسم ( ود ) وفي كلتا
الحالتين ليس لهما أي علاقة بالموقع قيد الدراسة واسنادهم ضعيف، وبالتالي نكون
امام مدلول زراعي ايضا ، وهي ما تشتهر به مديرية الرضمة خاصة وموقع المعبد حديث
الاكتشاف يقع على ضفاف قاع زراعي فسيح ( وادي ) ومعروف الصرم بني قيس انه زراعي
على مدار العام . كما جاء في اللسان: رجلٌ صَرُورٌ وصَرُورَة: لم يَحُجَّ قَطُّ،
وهو المعروف في الكلام، وأَصله من الصَّرِّ الحبسِ والمنعِ، الصَّرْمِ، والصَّرِيمَةُ: العزيمة على الشيء وقَطْعُ
الأمر. والصِّرْمَةُ: القطعة من السحاب، والجمع صِرَمٌ؛ والصِّيرَةُ مستديرة عريضة
ذات أَركان، وربما حفرت فوجد فيها الذهب والفضة، وهي من صنعة عادٍ وإِرَم،
والصِّيرُ شبه الصَّحْناة، وقيل هو الصحناة نفسه؛ والصِّرُّ البرد الذي يضرب النَّبات
ويحسِّنه. وفي الحديث: أَنه نهى عما قتله الصِّرُّ من الجراد صرر، وفي قوله : ما
لفلان صِرُّ أَي ما عنده درْهم ولا دينار، يقال ذلك في النَّفْي خاصة. وأَصَرَّ
على الأَمر: عَزَم ( اللسان : مادة [ص ر ر ]. الأمر الذي يتيح لنا بالاعتقاد ان
اسم المعبد او القصر له علاقة بالتحصين المنيع والشاهق بالارتفاع.
رابعًا : الطغراء : ( اللوحة :3 ):
وتتكون
من حرفين ( ر، ق )، وزعت بشكل مركب ، احدها يعلو الآخر، يمثل حرف (ر) أعلى الطغراء،
وقد نحت بشكل مقعر بدون الخطوط المستقيمة والزوايا القائمة، وبتوجه الحرف إلى
الأسفل، ونحت إلى الأسفل منه حرف (ق ). وظهر هذا الشكل على الكثير من القطع
الاثرية ( عملات، اختام، مكاييل، وزنات، حلي )، بالإضافة الى عناصر معمارية كثيرة
وعلى الصخور الجبلية، ( اللوحة: 4) وهذا الشكل استمر في الظهور على معظم القطع
الاثرية وبتطور للشكل، حتى نهاية القرن السادس، وله اشكال اخرى وربما بداية ظهورها
على العملات الريدانية ( بافقية: 1993-124).
ويذكر
الباحث الشرعي ان الجزء الأعلى لما يماثلها من الطغراء يجسد شكل مرتفعات جبلية
وربما يمثل حرف ( ق ) السهول الشرقية وهضبة حضرموت، كما ان حرف ( ر ) يمثل السهول
الساحلية، وانها تجسد وحدة متكاملة يطمح بها مبتكرو الطغراء ( الشرعي: 2013-169).
وقد يكون المدلول الرمزي للطغراء للدلالة على الترابط القائم بين النسر والثعبان وهي
علاقة حلف ديني خاصة والنسر والثعبان من رموز المعبود في اليمن القديم.
وقراءة
الباحث لهذه الطغراء ورمزية الحروف لها منظور اخر، وذلك باعتبار حرف ( ر ) رمزا سياسيا للقصر
الملكي ( ريدان ) في ظفار خبان عاصمة مملكة سبأ وذي ريدان، والحرف الثاني ( ق ) رمزاً سياسياً للقصر الملكي
شقر في شبوة عاصمة حضرموت. وقد يكون ذلك دلالة واضحة على انضمام مملكة حضرموت الى
سبأ وذي ريدان بعد القرن الثالث الميلادي تقريبا، عندما بداء ظهور اللقب الملكي الكبير(
ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ) وذلك منذو نهاية القرن الرابع الميلادي تقريبا.
والمفهوم العام للطغراء في هذا النقش – نقش البيت صر – ربما يكون للدلالة على
بداية ظهور حلف سياسي جديد، وكان كل حرف فيها يرمز لطرف من الاطراف السياسية المشتركة
في الحلف، بدليل طبيعة تطور شكل الطغراء في المراحل المتاخرة ( اللوحة : 4). ومن
ناحية اخرى قد يكون الحرف ( ق ) يمثل قتبان كحلف جديد انظم الى الكيان السياسي
الجديد والمسمى ( سبأ وذي ريدان ) كبداية جديدة لمصطلح الحكم والمملكة ( سبأ وذي
ريدان وحضرموت ويمنة والطود والتهائم ). وبالتالي نحن امام طغراء جديدة لم سبق دراستها وتعود
اعتمادا لمنهج المقارنة بما تضمنته دراسة خاصة بالطغراء في اليمن القديم قام بها
الباحث محمد الشرعي عام 2013، وتعود الى القرن الاول الميلادي.
اما
بالنسبة للمعبود الذي وجد في مدينة ظفار اعتمادا على الادلة الاثرية ( النقوش )
فانه عثتر، فقد ظهر في نقش يؤرخ إلى النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي، وهو
النقش الموسوم بـ (Gr. 27)، وهذا
النقش، هو النقش المشهور الذي عثر عليه المستشرق السوفيتي (جريازنيفتش Grjaznevic. P ) في ظفار حاضرة
الحميريين. والنقش ( Gr.27 )، يعتبر من اهم النقوش التي عثر عليها في ظفار عاصمة اليمن مملكة سبأ وذي ريدان. ويعود
تاريخه إلى منتصف القرن الخامس الميلادي. سجله (هـ و ف ع ث ت / ي هـ ي ع / و ب ن ي
هـ و). وجاءت صيغة الحماية فيه بالعبارة: (و ر ث د و / ب ي ت ] هـ م و / ع ث ت ر /
ش ر ق ن / و ب ر د أ / أ ل ي هـ م و / و ج ل / و س م ي د ع).
يذكر
هذا النقش حادثة إحراق الأحباش للعاصمة ظفار، أثناء الحروب التي كانت دائرة بينهم
وبين الحميريين في ذلك الحين(Beeston 1984 , P.152). وفية سجل أصحاب هذا النقش إعادة بناء قصرهم المسمى (ن س ر)، بعد ان احرقه الأحباش، وبعد أن أتموا بنائه وضعوه في حماية االمعبود
عثتر شرقن (ب ر د ا / ع ث ت ر ش ر ق ن / و ر د ا / أ ل هـ هـ م و / و……)، ولا غرابة في ذلك، فالمعبود عثتر هو الحامي للمنشاة المعمارية عامة، وقد ظل كذلك حتى في فترة
التوحيد.
والمفهوم
العام للنق:
(نعوذ
بالإله من أي مؤذي يستهدف) البيت ( المسمى ) " صرّ " . (( مملكة سبأ وذي
ريدان وحضرموت ويمنة والطود والتهائم))، والبيت هنا قد يكون قصر وقد يكون معبد.. وخلاصة الامر ان الموقع الاثري يعود للفترة الميلادية بين القرن الاول الى الرابع الميلادي تقريبا، وهو من مخلفات واطلال مملكة سبأ وذي ريدان ، ومن اعتقد انه موقع قتباني اعتمادا على اسم المعبود ود القتباني فانه استشهاد ضعيف جدا خاصة والمعبود ود ليس قتباني بل كان المعبود يسمى ( عم ) وله ذكر في موقع ( العود ) مديرية النادرة، ومن ناحية اخرى الطغراء ومدلولها السياسي والمعروف وكذلك نوعية الخط وبالمقارنة نعتقد انه معبد او فصر يندرج ضمن مدينة ظفار الجغرافي والله الموفق....
اللوحة : 1 الموقع الجغرافي
![]() |
اللوحة: 2، عن احمد القادري |
![]() |
اللوحة:5، الباحث |
![]() |
اللوحة:3 |
![]() | |
اللوحة: 4، عن الشرعي |
![]() |
اللوحة:6 ، مدينة ظفار |
![]() |
اللوحة: 7،(وداب) مدينة ظفار |
![]() |
اللوحة: 8، مدينة ظفار |
ملحوظة:
قد يكون للتعويذة ( وداب) دورا هاما في إبقاء الموقع كما هو عليه الحال حتى الأن.
هناك معطيات جديده سوف نستفيد منها اخي الغالي الدكتور انور الحاير ولك كل الشكر على جهودك في خدمه التاريخ اليمني
ردحذف