الزنا داخل المعبد وعقابها الشديد من (اله السماء) اذا لم يسارع الزاني في التوبة...
سوف يكون لنا دراسة حديثة بعنوان (نقش
جديد من نقوش الاعتراف العلني من معبد (غ ر و) انموذجا على الموضوع...
تناول البحث بالتحليل والدراسة هذا النقش السبئي الجديد ، وهو من نقوش الاعتراف العلني باقتراف خطايا للمعبود ذي سماوي في معبده المسمى (غ ر و) الواقع في محافظة الجوف وبالتحديد في وادي الشظيف الذي كانت تمر عبره القوافل التجارية القادمة من مارب والمتجهة عبر نجران إلى شرقي شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد الشام . وركز البحث على تحليل دلالات النقش اللغوية والدينية ودراستها ، وأظهرت أن دخول المعبد بمنطق (حزام) غير طاهر ، واقتراف الزنى داخل المعبد ، وفي أماكن أخرى خارجه ، من الخطايا التي تُغضب المعبود ذي سماوي ، ويستحق فاعلها عقابهُ الشديد . ومن أجل نيل صاحب النقش الغُفران من معبوده ، توجه إلى المعبد واعترف باقتراف الخطايا التي ذكرها النقش . وأدى الكفارة التي فرضها عليه ، وأعلن ذلك الاعتراف والتكفير في نقش دُوِنَ على لوح من البرونز ، ثُبت على جدار المعبد من الداخل ، ليطلع عليه الزوار ، وذلك تعزيرا له ، حتى لا يعاود اقتراف خطايا مرة أخرى البته .
النقش مدون في لوحة من البرونز ، مستطيلة الشكل يتكون من ثمانية أسطر كاملة وواضحة ، وهو من مقتنيات المتحف الحربي بصنعاء برقم (7250) .
نص النقش :
1. ح ج ل م | ب ن | د هـ ي ت | هـ ب ش
2. ن ي ن | ت ن خ ي | و ت ن ذ ر ن
3. ل م ر أ هـ و | ذ س م و ي | ب
4. ع ل | غ ر و | ب ذ ت | ب هـ أ | م
5. ح ر م ن | و ب | ح ق ي هـ و
6. ذ و ل م | ذ أ ل | ك ي ن | ط هـ
7. ر م | و ب ذ ت | ب هـ أ | م ح ر
8. م | و م س | أ ث ت م | م هـ و د ق
معنى النقش :
1. حجل بن داهية الهبشا
2. ني اعترف (بخطيئة اقترفها) وكفًّرًّ (عنها)
3. لسيده (معبوده) ذي سماوي
4. سيد (المعبد المسمى) غ ر و (وذلك) بأن (لأنه) دخل
5. المعبد وحول خاصرتيه
6. مِنطَقٌ لم يكن طاهرا
7. وبأن (لأنه) دخل معبدا
8. ولمس أنثى (امرأة) غَلِمَة
المضمون العام للنقش :
يمكن القول أن المضمون العام لنقش(حَجَل بن داهية) جاء على نمط المضامين العامة التي جاء عليها نمط نقوش الاعتراف العلني المنشورة حتى اليوم ، أي أن مضمونه يدور حول موضوع واحد فقط هو (الاعتراف باقتراف خطايا والتكفير عنها) ، والتعبير عنه بالفعلين الماضيين (ت ن خ ي) و (ت ن ذ ر ن)، الذين يعدا مفتاح فهم مضمون هذا النقش ومضامين نقوش الاعتراف الأخرى .
والاعتراف للمعبود (ذي سماوي) في معبده (غرو) وبالتحديد في مكان الاستخارة ، أو في معابده الأخرى ، لا يعني الإقرار باقتراف أفعال محرمة فحسب ، بل يعني كذلك إعلان الندم على ما تم اقترافه ، والتوبة عن معاودة تلك الأفعال والتماس الغفران منه . والتكفير للمعبود (ذي سماوي) يعني أن صاحب النقش (حَجَل بن داهية) كغيره من أصحاب نقوش الاعتراف الأخرى ، قد أدى الكفارة التي فرضها عليه معبوده ، وهي إما مبالغ مالية تم تسديدها للمعبد أو أضحيات قدمها في المكان المخصص لذلك في المعبد ، أو مبالغ مالية وأضحيات معا . إضافة إلى أنه أعلن اعترافه باقتراف أفعال محرمة والتكفير عنها وأعلن توبته وذلك في نقش وضع في مكان بارز داخل المعبد ، قرأه الناس جميعا تعزيرا له ، كي لا يعاود اقتراف مثل تلك
الأفعال مرة أخرى . والإيفاء بالكفارة للمعبود (ذي سماوي) يعني قبول التوبة ونيل الغفران . لأن تدوين نقوش الاعتراف العلني والنقوش النذرية وغيرها لا يتم – عادة – إلا بعد تحقيق المطلوب .
وجدير بالذكر أن المتمعن في مضمون النقش يدرك أن صاحبه اقترف أفعالا محرمة اعترف بها وكفر عنها للمعبود ذي سماوي . وأن تحريمها عرف من خلال تشريعات كانت سائدة في مناطق عبادته ؛ تُحرم الدخول إلى المعبد بثوب غير طاهر ، والزنا في المعبد ، ويحرم – على الأرجح – الجماع عامة في المعبد .
ويفهم من مضمون النقش كذلك أن صاحبه دخل المعبد مرتديا منطقا (حزاما) غير طاهر دون أن يعلم به أحد غيره . وأنه لمس امرأة أجنبية راودته عن نفسها في المعبد ، دون أن يراه أحد أيضا . ومع ذلك سارع (حَجَل بن داهية) إلى الاعتراف بخطاياه وكفر عنها لمعبوده ذي سماوي خوفا من غضبه ومن عقابه الشديد . وبالنسبة لمسألة إحساسة بالخوف من غضب المعبود (ذي سماوي) منه – مع أنه لم يره أحد – فإن السبب – على الأرجح – يرجع إلى أن صاحب النقش وغيره من المتعبدين لذي سماوي كانوا يعتقدون في أن معبودهم مُطًلِع على كل شيء وعلى سلوكهم ما ظهر منها وما بطن .
ملاحظة:
تمت دراسة هذا النقش من قبل العالمان القديران : أ.د/ إبراهيم محمد الصلوي ، و أ.د/ فهمي علي الأغبري ، وتم نشر هذه الدراسة في العدد الـ28 /2013م من مجلة أدوماتو ، الصفحات من 51 ـ 58 .
كما ننوه بانه سوف يتبع مقال عن ( ثقافة جنسية ذكورية) اعتمادا على تماثيل برونزية جديدة( سوف تنشر لاول مره) ترقبوا ذلك قريبا.......
تناول البحث بالتحليل والدراسة هذا النقش السبئي الجديد ، وهو من نقوش الاعتراف العلني باقتراف خطايا للمعبود ذي سماوي في معبده المسمى (غ ر و) الواقع في محافظة الجوف وبالتحديد في وادي الشظيف الذي كانت تمر عبره القوافل التجارية القادمة من مارب والمتجهة عبر نجران إلى شرقي شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد الشام . وركز البحث على تحليل دلالات النقش اللغوية والدينية ودراستها ، وأظهرت أن دخول المعبد بمنطق (حزام) غير طاهر ، واقتراف الزنى داخل المعبد ، وفي أماكن أخرى خارجه ، من الخطايا التي تُغضب المعبود ذي سماوي ، ويستحق فاعلها عقابهُ الشديد . ومن أجل نيل صاحب النقش الغُفران من معبوده ، توجه إلى المعبد واعترف باقتراف الخطايا التي ذكرها النقش . وأدى الكفارة التي فرضها عليه ، وأعلن ذلك الاعتراف والتكفير في نقش دُوِنَ على لوح من البرونز ، ثُبت على جدار المعبد من الداخل ، ليطلع عليه الزوار ، وذلك تعزيرا له ، حتى لا يعاود اقتراف خطايا مرة أخرى البته .
النقش مدون في لوحة من البرونز ، مستطيلة الشكل يتكون من ثمانية أسطر كاملة وواضحة ، وهو من مقتنيات المتحف الحربي بصنعاء برقم (7250) .
![]() |
| النقش الموسوم : MṢM 7250 |
نص النقش :
1. ح ج ل م | ب ن | د هـ ي ت | هـ ب ش
2. ن ي ن | ت ن خ ي | و ت ن ذ ر ن
3. ل م ر أ هـ و | ذ س م و ي | ب
4. ع ل | غ ر و | ب ذ ت | ب هـ أ | م
5. ح ر م ن | و ب | ح ق ي هـ و
6. ذ و ل م | ذ أ ل | ك ي ن | ط هـ
7. ر م | و ب ذ ت | ب هـ أ | م ح ر
8. م | و م س | أ ث ت م | م هـ و د ق
معنى النقش :
1. حجل بن داهية الهبشا
2. ني اعترف (بخطيئة اقترفها) وكفًّرًّ (عنها)
3. لسيده (معبوده) ذي سماوي
4. سيد (المعبد المسمى) غ ر و (وذلك) بأن (لأنه) دخل
5. المعبد وحول خاصرتيه
6. مِنطَقٌ لم يكن طاهرا
7. وبأن (لأنه) دخل معبدا
8. ولمس أنثى (امرأة) غَلِمَة
المضمون العام للنقش :
يمكن القول أن المضمون العام لنقش(حَجَل بن داهية) جاء على نمط المضامين العامة التي جاء عليها نمط نقوش الاعتراف العلني المنشورة حتى اليوم ، أي أن مضمونه يدور حول موضوع واحد فقط هو (الاعتراف باقتراف خطايا والتكفير عنها) ، والتعبير عنه بالفعلين الماضيين (ت ن خ ي) و (ت ن ذ ر ن)، الذين يعدا مفتاح فهم مضمون هذا النقش ومضامين نقوش الاعتراف الأخرى .
والاعتراف للمعبود (ذي سماوي) في معبده (غرو) وبالتحديد في مكان الاستخارة ، أو في معابده الأخرى ، لا يعني الإقرار باقتراف أفعال محرمة فحسب ، بل يعني كذلك إعلان الندم على ما تم اقترافه ، والتوبة عن معاودة تلك الأفعال والتماس الغفران منه . والتكفير للمعبود (ذي سماوي) يعني أن صاحب النقش (حَجَل بن داهية) كغيره من أصحاب نقوش الاعتراف الأخرى ، قد أدى الكفارة التي فرضها عليه معبوده ، وهي إما مبالغ مالية تم تسديدها للمعبد أو أضحيات قدمها في المكان المخصص لذلك في المعبد ، أو مبالغ مالية وأضحيات معا . إضافة إلى أنه أعلن اعترافه باقتراف أفعال محرمة والتكفير عنها وأعلن توبته وذلك في نقش وضع في مكان بارز داخل المعبد ، قرأه الناس جميعا تعزيرا له ، كي لا يعاود اقتراف مثل تلك
الأفعال مرة أخرى . والإيفاء بالكفارة للمعبود (ذي سماوي) يعني قبول التوبة ونيل الغفران . لأن تدوين نقوش الاعتراف العلني والنقوش النذرية وغيرها لا يتم – عادة – إلا بعد تحقيق المطلوب .
وجدير بالذكر أن المتمعن في مضمون النقش يدرك أن صاحبه اقترف أفعالا محرمة اعترف بها وكفر عنها للمعبود ذي سماوي . وأن تحريمها عرف من خلال تشريعات كانت سائدة في مناطق عبادته ؛ تُحرم الدخول إلى المعبد بثوب غير طاهر ، والزنا في المعبد ، ويحرم – على الأرجح – الجماع عامة في المعبد .
ويفهم من مضمون النقش كذلك أن صاحبه دخل المعبد مرتديا منطقا (حزاما) غير طاهر دون أن يعلم به أحد غيره . وأنه لمس امرأة أجنبية راودته عن نفسها في المعبد ، دون أن يراه أحد أيضا . ومع ذلك سارع (حَجَل بن داهية) إلى الاعتراف بخطاياه وكفر عنها لمعبوده ذي سماوي خوفا من غضبه ومن عقابه الشديد . وبالنسبة لمسألة إحساسة بالخوف من غضب المعبود (ذي سماوي) منه – مع أنه لم يره أحد – فإن السبب – على الأرجح – يرجع إلى أن صاحب النقش وغيره من المتعبدين لذي سماوي كانوا يعتقدون في أن معبودهم مُطًلِع على كل شيء وعلى سلوكهم ما ظهر منها وما بطن .
ملاحظة:
تمت دراسة هذا النقش من قبل العالمان القديران : أ.د/ إبراهيم محمد الصلوي ، و أ.د/ فهمي علي الأغبري ، وتم نشر هذه الدراسة في العدد الـ28 /2013م من مجلة أدوماتو ، الصفحات من 51 ـ 58 .
كما ننوه بانه سوف يتبع مقال عن ( ثقافة جنسية ذكورية) اعتمادا على تماثيل برونزية جديدة( سوف تنشر لاول مره) ترقبوا ذلك قريبا.......

تعليقات
إرسال تعليق